السبت، 14 نوفمبر 2015

لغة الجسد لدى السياسيين: لماذا تهمّنا؟



لغة الجسد السياسية هي الحالة التي يبدو عليها أو طريقة تصرف السياسيين أوالمشاهير لها أبعاد أكبر من كلمات الخطابات التي يلقونها أمام الجمهور، والذي بدوره يتذكر الصورة أوالشكل أكثر من الخطاب نفسه.

السيكولوجية السياسية
معظم السياسيين على علم بأهمية لغة الجسد؛ بل ولديهم مدربون يعلمونهم كيفية إظهار القوة والسيطرة على الموقف أثناء خطواتهم، بأن تكون مثلاً يدهم اليمنى هي العليا في المصافحة أوالتحية، أوكيفية التصرف عند إخفاء كذبة ما. فعلى سبيل المثال، قليل من يعلم أن آخر من يدخل المكان هو الشخص المسؤول. ولعل الإثارة الحقيقية تبدأ عندما يجتمع زعماء العالم معاً في لقاء مهم ويستعدون لالتقاط صورة جماعية لهم وهم يصافحون بعضهم. هذه هي اللحظة التي تبرز هيمنتهم أمام العالم. إذ أن كلاً منهم يريد أن يقف على يسار الصورة (بالنسبة للمشاهد)، لأنه في تلك اللحظة يستطيع الشخص وضع يده اليمنى العليا أمام كاميرات التصوير، بينما يده اليسرى يضعها حول أوخلف شريكه. لذلك نجد زعماء العالم دائماً على أهبة الاستعداد لاتخاذ وضعية الهيمنة عند اتخاذ صورة جماعية لهم.
______________________________________________________



أفاد تقرير لصحيفة إيلاف الإلكترونية "بلاغة لغة الجسد لدى الزعماء للتعبيرعن الإرادة السياسية" (نقلاً عن تقرير صحيفة "الصباح" العراقية) بالقول: "حين مشى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون مع إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي، والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أمام عدسات الإعلام أثناء مباحثات السلام، تبادل الجميع الابتسامات أمام الكاميرا، فيما دار صراع القوى خلف الواجهة؛ فقد أعلن كلينتون ضاحكاً أنهم لن يجيبوا عن أسئلة الصحافيين، ودعاهم لقاعة الاجتماع متقدماً المسيرة. وهنا دار ما يشبه الصراع بالأيدي ما بين عرفات وباراك حول من سيدخل الباب آخراً. فسّر العديدون هذا الموقف بأن العلاقة ما بين عرفات وباراك كانت تتسم بالود". واعتبر التقرير أنه "في الغرب لا يُعوّل الناس كثيراً على هوية آخر الداخلين. لكن التفسير الأكثر واقعيةً من المنظور الثقافي في الشرق الأوسط أن الشخص الأقوى في المجموعة هو آخر الداخلين، وهو الذي يسمح بدخول الجميع قبله ويساعدهم ويقودهم! وهو أمر ذو مغزى عميق في مباحثات السلام الخاصة بالشرق الأوسط. هنا ظهر صراع القوة والخوف في موقف قد يجده البعض أقرب للهزل ما بين زعيمين في مباحثاتٍ صعبة ".



_____________________________________________________

ما نبحث عنه هو المشاعر
فبالرغم من ثبات الشخص أثناء إلقاء كلمته أمام الجمهور، تحدث "زلة لسان" أو تعبير وجه، والذي يخبرنا الكثير عن أمرٍ ما في أقل من ثانية. مثل هذه التعابير تكشف فوراً عن تقييم صاحبها للوضع والذي يتبين حول عيني وفم المتحدث.
أما إذا كانت لديك ردود فعل بالفطرة خاصة ببعض الناس الذين يجعلونك تشعر بعدم الارتياح، إذاً فأنت على غير وعي منك تلاحظ تعابير الوجه الصغيرة الخاصة بهم، لأن لديهم تأثير كبير عليك .
لهذا، السياسيون دائماً مثيرون للإهتمام، لأنهم غالباً ما يقولون الحقيقة كاملةً. وهذه ردود الفعل الجسدية وتعابير الوجه الدقيقة يمكن تحليلها عند مشاهدة الصور أوالفيديو التي التقطت لهم على حين غرة.

وتظهر المشاعر كالتالي:




- الغضب: يتمثل في ضغط الشفاه معاً، زوايا الشفاه مسطحة أوإلى أسفل، والحاجبان يشكلان خطين مائلين ومنخفضين إلى منتصف الجبين، وتتسع العيون على قدر التحديق (التحديق البسيط).


                   ______________________________________






السعادة: يتمثل في تحول زوايا الشفاه إلى أعلى، وترتفع نحو الخدين قليلاً، وتظهر علامات التجاعيد على جانبي العينين.



                     ____________________________________



- الاحتقار: يتمثل في ارتفاع جانب واحد من الشفاه، وميل الرأس إلى الخلف قليلاً.

                     ____________________________________



مسرحية دمى"
إن السياسيين يحبون حركات اليدين هذه، وهم جيدون في وضعياتها المختلفة. هذا لأن اليدين تقول الكثير ويمكنها أن "تنوم الجمهور مغناطيسياً". التالي قائمة بما يجب فعله وما لايجب:
- أصابع متفرقة (كعندما نلتقط كرة سريعة) – و سميت تيمناً بتقنية لعب كرة البيسبول: وهي وضع أصبع السبابة والوسطى على جوانب مختلفة من الكرة.
فانقسام الأصابع هو تأكيد الذات والسلطة والثقة والقوة.






                  ______________________________________________________________

إحدى الإيماءات أو الحركات للأشخاص الذين قلما يستخدمون أية منها. وتمثل وضعية الأصابع هذه "أنا أعرف كل شيء". ولهذه الحركة وضعيتين:
الأولى: قبة مرتفعة: ويتخذها المتحدث عندما يبدي آراءه أو أفكاره بينما هو يدير النقاش.
الثانية: قبة منخفضة: وتُستخدم هذه الوضعية عندما يكون صاحب هذه الوضعية مستمعاً للحديث أكثر من المشاركة فيه.

                  ___________________________________________________________


وضعية "ورقة التين"- وهي عندما يعقد صاحب الوضعية أصابع يديه اليمنى مع اليسرى إلى أسفل البطن. وتنم عن انعدام الأمن وعن قلة الراحة النفسية .

               ________________________________________

التمسيد (وضع أصابع الكف تحت الذقن) – وهي حركة للفت الانتباه بالقول "انظروا إلي، أنا مشهور". وهذه الإشارة تفيد بأن صاحبها يُقدر أو يقيم الوضع ويتخذ قراراً. فإذا نظرتم إلى شخص بينما تمسدون ذقنكم، فقد يعتقد الشخص أنكم حكمتم عليه بقرار حاسم.


                    _____________________________________________________________


- توضع الأصابع في الفم أو عند الفم عندما يكون الشخص تحت الضغط. هذه الحركة تنم عن الكذب أو الخداع، والتي تعبّر عن الحاجة الداخلية للاطمئنان. لذا إعطاء الضمان والطمأنينة لصاحب هذه الحركة هو الحل المناسب عند ظهورها.



                 _________________________________________________________________

ضليع في قراءة لغة الجسد
وفقاً لدراسة الباحث الشهير للتواصل البشري ألبرت ميهرابيان، فإنها تكشف أن 7% فقط من مجمل الاتصالات الإنسانية تتم عن طريق الكلمات، و 55% تمثل الاتصال عبر لغة الجسد، و 38% نبرة الصوت.
يتعاقد قارئي لغة الجسد المحترفين مع مسؤولي الأجهزة الأمنية مثل وكالة المخابرات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي لمساعدتهم أثناء التحقيق، وتوظفهم استوديوهات السينما لمساعدة طاقم العمل السينمائي لكي يبدو أداءه أكثر واقعية.
إن لغة الجسد هي أكثر اللغات دقة، أكثر بكثير من الكلمات. فهي التي تساعدنا في استيعاب الرسائل التي يريد منا الشخص أن نستوعبها ونفهمها على المستوى الحدسي. هذا يعني أن لغة الجسد قد تساعدنا أيضاَ في التعرف على لغة جسدنا، وبالتالي تمكننا من تعلم كيفية قراءة لغة جسد أشخاص آخرين بشكل أفضل.

رابط المصدر
http://arabic.sputniknews.com/arabic.ruvr.ru/2014_11_11/279894042/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق